
في صباحٍ دافئ من أيام الربيع ☀️، جلست الطفلة ليلى في غرفة المعيشة ترسم بتركيزٍ شديد 🎨. كانت تمسك بألوانها الخشبية، وتختار بعناية اللون الذي يناسب كل جزء من رسمتها. أحبّت ليلى الرسم كثيرًا، وكانت تفخر بأن والدتها دائمًا تمدحها وتعلّق رسوماتها على الثلاجة.
كانت ليلى في السابعة من عمرها 👧، نشيطة، ذكية، ومليئة بالأفكار الجميلة. كانت تشعر أنها الأهم في البيت، وأن والدها ووالدتها لا يرون في الدنيا غيرها.
وفي مساء أحد الأيام، دخل والدها الغرفة وهو يبتسم، وقال:
“ليلى، لديّ لكِ مفاجأة!” 🎁
سألت بحماس:
“ما هي يا أبي؟ هل هي لعبة جديدة؟” 🧸
ضحك والدها وقال بلطف:
“بل أجمل من لعبة. غدًا ستصبحين أختًا كبيرة، أمك ذاهبة إلى المستشفى لتلد أخاكِ الصغير.”
فتحت ليلى عينيها بدهشة 😳، لم تعرف ماذا تقول. شعرت بشيء غريب… هل هذا يعني أنها ستشارك والدَيها مع شخص آخر؟ هل ستحب أمها طفلًا غيرها؟
في اليوم التالي، استيقظت ليلى فوجدت جدتها في البيت، وأخبرتها أن أمها ولدت طفلًا جميلًا اسمه ماجد 👶.
حين عاد والداها من المستشفى، كانوا يحملون ماجد بين أيديهم، صغيرًا، ناعمًا، نائمًا طوال الوقت. الكل كان يبتسم له، يلتقط له الصور، ويتحدّث عن جماله.
أما ليلى، فجلست في زاوية الغرفة، تراقب بصمت 😶.
مرّت الأيام، وبدأت الأمور تتغيّر شيئًا فشيئًا. أصبحت الأم تمضي ساعات طويلة وهي ترضع ماجد أو تهدهده لينام، وصار الأب يدخل البيت وهو يحمل له ألعابًا وملابس جديدة، بينما لم يسأل ليلى عن رسماتها أو ألعابها المفضلة.
كانت ليلى تحاول أن تلفت الانتباه، فتقول:
“انظري يا أمي، رسمت قطة جميلة!” 🐱
لكن أمها كانت ترد بسرعة:
“جميلة يا ليلى، لكن انتظري قليلاً، ماجد يبكي الآن.” 😔
شعرت ليلى بالحزن… بل بالغضب أحيانًا. لماذا تغيّر كل شيء؟ لماذا لم تعد أمها تمشط شعرها كما كانت تفعل؟ ولماذا يبتسم والدها لماجد أكثر منها؟
كانت الغيرة تملأ قلبها الصغير 💔.
ذات مساء، سمعت أمها تقول لوالدها:
“أشعر أن ليلى تغيّرت، لم تعد تضحك كثيرًا، ولا تتحدّث كما كانت تفعل.”
ردّ الأب:
“ربما تشعر بالغيرة… علينا أن ننتبه لمشاعرها.”
في تلك الليلة، ذهبت الأم إلى غرفة ليلى، وجلست بجانبها وقالت بهدوء:
“ليلى، اشتقتُ لحديثك الجميل، هل يمكنني أن أسمع قصتك عن الرسم؟”
نظرت ليلى إليها ودموع خفيفة في عينيها 😢، ثم قالت:
“أشعر أنك تحبين ماجد أكثر مني…”
ابتسمت الأم وضمّتها بقوة، وقالت:
“أحبك يا ليلى، وأحب ماجد أيضًا، لكنك أنتِ الكبيرة، وأنتِ أول فرحتي، ولا أحد يأخذ مكانك.”
قالت ليلى بخجل:
“لكني أشعر أنني لم أعد مهمة…”
أجابت الأم:
“ماجد صغير، لا يستطيع المشي أو الكلام، يحتاج المساعدة في كل شيء، لكن هذا لا يعني أنني نسيتك. أنا فخورة بك، وأحتاجك لتساعديني.” 🤝
تأملت ليلى في كلام أمها… وفكّرت قليلًا… ثم سألت:
“هل يمكنني أن أعلّمه كيف يلوّن مثلي؟” 🎨
ضحكت الأم وقالت:
“بالتأكيد! ما رأيك أن تكوني معلمته الأولى؟”
منذ ذلك اليوم، تغيّرت مشاعر ليلى تدريجيًا ❤️. أصبحت تقرّب كرسيها بجانب ماجد، تحكي له القصص، وتساعد أمها في إحضار الحفاظات والحليب، وتضحك حين ينطق باسمها بصوته الصغير.
كانت أمها دائمًا تهمس في أذنها:
“أنا فخورة بكِ يا ليلى، لأنك أخت عظيمة.” 🌟
وبينما كان ماجد يكبر يومًا بعد يوم، كانت ليلى تكبر معه… قلبها أصبح أوسع، وحبها أكثر نضجًا. وتعلّمت أن الحب لا ينقص حين نشاركه، بل يزيد وينتشر في كل البيت 🌈